والكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يَمَلَّك، والمستميح الذي لا يسترثيك، والجار الذي لا يستبطيك، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق، ولا يعاملك بالمكر، ولا يخدعك بالنفاق، ولا يحتال لك بالكذب.
والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار، ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر، ولا يعتل بنوم، ولا يعتريه كلال السهر. وهو المعلم الذي إن افتقرت اليه لم يُخفرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عُزلت لم يدع طاعتك، وإن هبت ريح أعاديك لم ينقلب عليك، ومتى كنت منه متعلقا بسبب أو معتصما بأدنى حبل، كان لك فيه غنى من غيره، ولم تضطرك معه وحشة الوحدة إلى جليس السوء.
والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار، ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر، ولا يعتل بنوم، ولا يعتريه كلال السهر. وهو المعلم الذي إن افتقرت اليه لم يُخفرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عُزلت لم يدع طاعتك، وإن هبت ريح أعاديك لم ينقلب عليك، ومتى كنت منه متعلقا بسبب أو معتصما بأدنى حبل، كان لك فيه غنى من غيره، ولم تضطرك معه وحشة الوحدة إلى جليس السوء.
- من أقوال
الجاحظ
عن القراءة -